فوائد من تفسير الشيخ صالح المغامسى
فوائد من تفسير الشيخ صالح المغامسى
فائدة لغوية قال الله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} (آل عمران:83) (طَوْعاً وَكَرْهاً) هذا من الأضداد ويسميه البلاغيون طباق إذا جاءت الكلمتان متضادتان يسميه البلاغيون طباقا مثل: (الليل والنهار)، (طوعا وكرها)، (طوعا) معروفه وكذلك (كرها). ولكننا نفرق ما بين (كَرها) بفتح الكاف و(كُرها) بضم الكاف وهذه من اللغويات: نقول أن (الكَره) بالفتح هي المشقة الخارجة عنك التي لا تريدها الأمر الذي تجبر عليه وأنت لا تريده هذا يعبر عنه بالكَره. وأما (الكُره) بضم الكاف فهي المشقة التي تريدها رغم أن فيها مشقة؛ المشقة التي تطلبها أنت لأن فيها منفعة رغم مشقتها. وبالأمثال يتضح الحال: (الكَره) مثل قول الله تبارك وتعالى في هذه الآية: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) وقول الله تبارك وتعالى: (لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً) أي وهن غير راضيات. أما (الكُره) بضم الكاف: فإن الله كتب الحمل على بنات حواء وقال سبحانه وتعالى: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً)، فالمشقة التي تأتي للمرأة مشقة الحمل مشقة مرغوبة طبعاً فما من امرأة إلا وهي تريد أن تلد وتحمل فهذه مشقة مرغوبة لذلك عبر الله عنها بالكُره، أما عند ما تكون غير مرغوبة تسمى كره بفتح الكاف... قال الله جل وعلا عن الجهاد في سبيله: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ) بضم الكاف والجهاد فيه مشقة لأنه فيه ذهاب أرواح وذهاب أبدان وذهاب أموال ويرى الناس فيه من العناء والمشقة الشيء العظيم لكن ما فيه من أجر ما يتعلق به من ثواب ما ينال المسلم فيه من قربات عند الله هذا يجعله محبوباً إلى النفوس، لذلك عبر الله جل وعلا بضم الكاف....