فوائد من تفسير الشيخ صالح المغامسى
فوائد من تفسير الشيخ صالح المغامسى
(لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) قال الله جل وعلا: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}(البقرة255) (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) من الأسئلة التي تأتي على الذهن عندما يقرأ المؤمن هذه الآية ويكثر السؤال عنها أنهم يقولون: ما كان هناك من حاجة إلى أن يُنفى النوم، ويكفي أن يقال: لا تأخذه سنة، لأن إذا ثبت أن الله لا تأخذه سنة - هذا في السؤال - فمن باب أولى أن لا يأخذه نوم، وهذا سؤال أو اعتراض في غير محله، والدليل أنه اعتراض في غير محله: * أنه قد يأتي النوم من غير سِنة، أنه قد يأتي النوم أحيانا جملة واحدة على الفرد من غير سِنة، فيقع في النوم من غير سنة، فلهذا جاء القرآن بنفي السنة والنوم عن ربنا تبارك وتعالى، هذا واحد. * الأمر الثاني: أن الإنسان قد يقدر أن يدفع عن نفسه السنة ولو أتته لكنه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه النوم. فلهذا قال الله: (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) وكرر عامل النفي، حتى يبين أنه جل وعلا منزه عن كل نقص... وقد جاء في الحديث الصحيح من حديث أبي موسى: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فينا بأربع كلمات: " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، بيده القسط يخفضه ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور أو النار، لو كشفه لأحرقت سبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "