السمو وعلو الهمة
ما أحوجنا في هذا الزمن إلى التعرف على أحوال الصالحين وأخبار العابدين وسيرة العلماء الربانيين العاملين، فإن النظر إلى صفاتهم والتعرف على أخبارهم والاطلاع على أحوالهم لها فوائد .
علو الهمة
((حلية طالب العلم)) (ص 173).
قال الشيخ بكر أبو زيد (مِن سجايا الإسلامِ التَّحلِّي بكِبَرِ الهمَّةِ، مركزِ السَّالِبِ والموجَبِ في شَخصِك الرَّقيبِ على جوارِحِك، كِبَرُ الهمَّةِ يجلِبُ لك بإذنِ اللهِ خيرًا غيرَ مجذوذٍ؛ لترقى إلى درجاتِ الكمالِ، فيجري في عروقِك دمُ الشَّهامةِ، والرَّكضُ في ميدانِ العلمِ والعَمَلِ، فلا يراك النَّاسُ واقفًا إلَّا على أبوابِ الفضائِلِ، ولا باسِطًا يديك إلَّا لمهمَّاتِ الأمورِ)
علو الهمة
((موارد الظمآن لدروس الزمان)) لعبد العزيز السلمان (3/409).
قال العُلَماءُ: (والدَّاعي إلى استِسهالِ المشاقِّ شيئانِ: عُلُوُّ الهمَّةِ، وشَرَفُ النَّفس؛ فأمَّا علُوُّ الهمَّةِ فيدعو إلى التَّقدُّمِ... وأمَّا شَرَفُ النَّفسِ فيدعو إلى الشَّهامةِ: وهي الحِرصُ على ما يوجِبُ الذِّكرَ الجميلَ، والاحتمالِ: وهو إتعابُ النَّفسِ في الحَسَناتِ)
علو الهمة
رواه ابن قتيبة الدينوري في ((عيون الأخبار)) (1/334).
عن دكينٍ الرَّاجِزِ قال: (أتَيتُ عُمَرَ بنَ عَبدِ العَزيزِ بَعدَ ما استُخلِفَ أستنجِزُ منه وعدًا كان وعَدَنيه وهو والي المَدينةِ، فقال لي: يا دكينُ، إنَّ لي نَفسًا تَوَّاقةً لم تَزَلْ تَتوقُ إلى الإمارةِ، فلمَّا نِلتُها تاقَت إلى الخِلافةِ، فلَمَّا نِلتُها تاقَت إلى الجَنَّةِ!)
اهل العزم وأهل الكسل
((صيد الخاطر)) (ص: 282).
قال ابنُ الجَوزيِّ: (للَّهِ أقوامٌ ما رَضُوا مِنَ الفضائِلِ إلَّا بتَحصيلِ جَميعِها، فهم يُبالِغونَ في كُلِّ عِلمٍ، ويجتَهدونَ في كُلِّ عَمَلٍ، ويُثابِرونَ على كُلِّ فضيلةٍ، فإذا ضَعُفت أبدانُهم عن بَعضِ ذلك قامَتِ النِّيَّاتُ نائِبةً وهم لها سابقونَ، وأكمَلُ أحوالِهم إعراضُهم عن أعمالِهم؛ فهم يحتَقِرونَها مَعَ التَّمامِ، ويعتَذِرونَ مِنَ التَّقصيرِ. ومِنهم مَن يزيدُ على هذا فيتَشاغَلُ بالشُّكرِ على التَّوفيقِ لذلك، ومِنهم مَن لا يرى ما عَمِلَ أصلًا؛ لأنَّه يرى نَفسَه وعَمَلَه لسَيِّدِه!
وبالعَكسِ مِنَ المَذكورِ مِن أرباب الاجتِهادِ حالُ أهلِ الكسَلِ والشَّرَهِ والشَّهَواتِ؛ فلَئِنِ التَذُّوا بعاجِلِ الرَّاحةِ لقد أوجَبَت ما يزيدُ على كُلِّ تَعَبٍ مِنَ الأسَفِ والحَسرةِ... ولقد تَأمَّلتُ نَيلَ الدُّرِّ مِنَ البَحرِ فرَأيتُه بَعدَ مُعاناةِ الشَّدائِدِ)
علو الهمة
((الفوائد)) (ص 99).
قال ابن الجوزي: (الهمَّةُ العَليَّةُ لا تَزالُ حائِمةً حَولَ ثَلاثةِ أشياءَ: تَعَرُّفٌ لصِفةٍ مِنَ الصِّفاتِ العُليا تَزدادُ بمَعرِفتِها مَحَبَّةً وإرادةً، ومُلاحَظةٌ لمِنَّةٍ تَزدادُ بمُلاحَظَتِها شُكرًا أو إطاعةً، وتَذَكُّرٌ لذَنبٍ تَزدادُ بتَذَكُّرِه تَوبةً وخَشيةً، فإذا تَعَلَّقَت الهمَّةُ بسِوى هذه الثَّلاثةِ جالَت في أوديةِ الوساوِسِ والخَطَراتِ، مَن عَشِقَ الدُّنيا نَظَرَت إلى قدرِها عِندَه، فصَيَّرَته مِن خَدَمِها وعَبيدِها وأذَلَّتْه، ومَن أعرَضَ عنها نَظَرَت إلى كِبَرِ قَدرِه فخَدَمَته وذَلَّت له. إنَّما يُقطَعُ السَّفَرُ ويصِلُ المُسافِرُ بلُزومِ الجادَّةِ، وسَيرِ اللَّيلِ، فإذا حادَ المُسافِرُ عنِ الطَّريقِ، ونامَ اللَّيلَ كُلَّه، فمَتى يصِلُ إلى مَقصَدِه؟!)
علو الهمة
((موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين)) (5/ 1/ 161).
قال مُحَمَّد الخَضِر حُسَين: (كُلُّ ساعةٍ قابلةٌ لأن تضَعَ فيها حَجَرًا يزدادُ به صَرْحُ مَجْدِك ارتفاعًا، ويَقطَعُ به قومُك في السَّعادةِ باعًا أو ذِراعًا، فإنْ كُنتَ حريصًا على أن يكونَ لك المجدُ الأسمى، ولقَومِك السَّعادةُ العُظمى، فدَعِ الرَّاحةَ جانِبًا، واجعَلْ بَينَك وبَينَ اللَّهوِ حاجِبًا)