باب الصبر
باب الصبر
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم عيينة بن حصن، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر - رضي الله عنه -، وكان القراء أصحاب مجلس عمر - رضي الله عنه - ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه، فاستأذن فأذن له عمر. فلما دخل قال: هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل. فغضب عمر - رضي الله عنه - حتى هم أن يوقع به. فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف (199)] وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها، وكان وقافا عند كتاب الله تعالى.
----------------
في هذا الحديث: أنه ينبغي لولي الأمر مجالسة القراء والفقهاء ليذكروه إذا نسي، ويعينوه إذا ذكر. وفيه: الحلم والصفح عن الجهال. قال جعفر الصادق: ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه. وروي أن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك». والخطاب له - صلى الله عليه وسلم - يدخل في حكمه أمته.