" الجبـار "
" الجبـار "
جاء الاسم على ثلاث معان:
1- العالي على خلقه: حيث تسمي العربُ النَّخْلَةَ الطَّويلة (الجبارة).
2- القاهر: لخلقه على ما أراد من أَمْر ونَهْي.
3- جابر كل مكسور: يجبر الكسير ويغني الفقير وييسِّر على المعسر كلَّ عسير، وإذا دعا الداعي فقال: «اللهم أَجْبرْني» فإنَّه يريد هذا الجَبْرَ الذي حقيقتُه إصلاحُ العبد ودَفْعُ جميع المكاره عنه، وأصله من جَبْر الكَسْر.
أثر الإيمان بالاسم:
- مَدَحَ اللهُ – تعالى - نفسَه بهذا الاسم؛ وأمَّا في حَقِّ الخَلْق فهو مذموم، وقد نفى – تعالى - صفةَ الجَبَّار عن عباده وهو ينفيها عن قدوتهم أكرم الخلق صلى الله عليه وسلم: " وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ " [ق: 45].
- يجب على المسلم ألَّا يتَّصفَ بهذا الاسم ولا يتعاطاه؛ وإنَّما يَسْتَغيث به وبعزِّ سلطانه تعالى عند غلبة الجبَّارين عليه؛ فالجبروتُ لله وحدَه؛ أما المخلوقُ فهو موصوفٌ بصفات النَّقْص مقهورٌ مجبورٌ أسيرُ جوعه وصريعُ شبعه؛ ومَنْ تَكون هذه صفته كيف يليق به التَّكَبُّرُ والتَّجَبُّر؟!.
- أنكرت الرُّسُلُ على أقوامها صفةَ التَّجَبُّر والتَّكَبُّر في الأرض؛ كما قال هود لقومه عاد: " وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ " [الشعراء: 130، 131]؛ لكنَّهم " جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ " [هود: 59]، وحين عاندوا اللهَ الجبَّارَ هَلَكُوا.
- وكان التَّجَبُّرُ سببًا للطَّبْع على قلوبهم؛ فلم تعرف معروفا ولم تنكر منكرًا؛ " كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ " [غافر: 35].
- من صُوَر وَعيد الله المؤلمة للجبابرة يوم القيامة: " وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ " [إبراهيم: 15، 16، 17].
وكيف يتجبَّر الجبابرةُ في الأرض والأرض كلُّها خبزة بيد الجبار؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «تَكون الأرضُ يوم القيامة خُبزةً وَاحدة يتكفؤها الجبارُ بيده كما يكفأ أحدكم خُبزته في السفر؛ نُزلًا لأهل الجنة» (البخاري ومسلم).
- كان الرسولُ صلى الله عليه وسلم يدعو بين السَّجْدَتَيْن: «اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني» (الترمذي. اجبرني: أي أَغْنني).
- مَنْ جَبَرَ اللهُ مصيبتَه رَدَّ عليه ما ذَهَبَ منه وعَوَّضَه.
مختارات
-
مصابيح وليس شموعا..
-
مقاصد سورة (ص)
-
شرح دعاء " اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح"
-
" الكريم "
-
" أهميَّة الإيمان باليوم الآخر وأثره على سلوك الإنسان "
-
" القصة الحادية عشرة : بعد الثلاثين "
-
اسم الله السميع 1
-
" أصناف الناس في شأن الهمَّة "
-
ترويحة على الطريق : علامات السعادة
-
غزوة بني المصطلق (المريسيع) .