صورة من التعلق بالله
صورة من التعلق بالله
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
لما كتب أبو عبيدة عام اليرموك إلى عمر يستنصره على الكفار، ويخبره أنه قد نزل بهم جموع لا طاقة لهم بها، فلما وصل كتابه بكى الناس، وكان من أشدهم عبد الرحمن بن عوف، وأشار على عمر أن يخرج بالناس، فرأى عمر أن ذلك لا يمكن، فكتب إلى أبي عبيدة يقول: مهما ينزل بامرئ مسلم من شدة، فينزلها بالله، يجعل الله له فرجا ومخرجا؛ فإذا جاءك كتابي هذا فاستعن بالله وقاتلهم.إن موقف عمر رضي الله عنه يعد في ميزان كثير من الناس من إلقاء النفس في التهلكة، وتعرضا للهزيمة المؤكدة، لكن عمر كان يعلم أن النصر من عند الله تعالى، ولأن قلبه معلق بالله تعالى لم يتعود إلا سؤال الله والتعلق به وحده مع بذل الأسباب المستطاعة، ولم يغفل في تلك اللحظة الحرجة حين جاءه الكتاب عن الحقيقة التي تربى عليها، وتذكر أن الله تعالى فوق كل شيء، وأنه على كل شيء قدير فقال ما قال بثقة كاملة وإيمان راسخ.