من حقوق الصلاة وآدابها
من حقوق الصلاة وآدابها
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
قال أبو عبد الله: قال الله عز وجل فيما يوبخ به الكافر على كفره به وتركه الصلاة له وسائر الفرائض: {فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى} [القيامة: 31]. {فلا صدق} [القيامة: 31] لا آمن بالله تعالى {ولا صلى} [القيامة: 31] لله عز وجل، {ولكن كذب} [القيامة: 32] بالله تعالى وبكتابه، {وتولى} [يوسف: 84] عن طاعته من إقامة الصلاة وسائر الفرائض، ثم أوعده على ذلك كله وعيدا بعد وعيد فقال تعالى: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} [القيامة: 34]، وقال عز وجل: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} [مريم: 59] فأوعدهم وعيدا غليظا على إضاعتهم الصلاة واتباعهم الشهوات وهم كفار، والدليل على كفرهم قوله تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل صالحا} [مريم: 60] قال المفسرون: {تاب} [المائدة: 39] من الشرك، {وآمن وعمل صالحا} [مريم: 60] أداء الفرائض وقال الله عز وجل فيما حكى عن الكفار أنهم سئلوا بعد دخولهم النار {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين} [المدثر: 42] فأخبروا أنهم عذبوا على تركهم الصلاة، وإطعام المسكين، ويشبه أن يكونوا أرادوا بتركهم إطعام المسكين منعهم الزكاة الدليل على ذلك قوله تعالى: {ويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} [فصلت: 6].