فوائد من كتاب الفوائد 2
فوائد من كتاب الفوائد 2
كل أحد مطبوع على أن لا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة، إلا إذا تبين له فضل الآجل على العاجل، وقويت رغبته في الأعلى الأفضل.إذا آثر الفاني الناقص كان ذلك، إما لعدم تبيّن الفضل له، وإما لعدم رغبته في الأفضل، وكل واحد من الأمرين يدل على ضعف الإيمان وضعف العقل والبصيرة. فإن الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثِر لها، إما أن يصدّق بأن هناك أشرف وأفضل وأبقى، وإما أن لا يصدق، فإن لم يصدّق بذلك كان عادماً للإيمان رأساً، وإن صدّق بذلك ولم يؤثره، كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه.