الخــوف من الشــــرك
الخــوف من الشــــرك
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قال الخليل: ﴿ واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ﴾
----------------
﴿ واجنبني وبنيَّ ﴾ أي اجعلني في جانب والأصنام في جانب. وإنما دعا إبراهيم بذلك، لأن كثيراً من الناس افتتنوا بها، كما قال تعالى: ﴿ رب إنهن أضللن كثيراً من الناس ﴾ فخاف من ذلك ودعا الله أن يعافيه وبنيه من عبادتها. ﴿ وبنيّ ﴾ قيل المراد / إسـماعيل وإسـحاق، وعلى هذا القـول استجاب الله دعاءه وجعل بنيه أنبياء، وجنبهم عبادة الأصنام. وقيل / ذريته وما توالد من صلبه، وهذا الراجــــح. واقتضت حكمته ألا تجاب دعوته في بعضهم، كما أن الرسول دعا أن لا يجعل بأس أمته بينهم فلم يجب الله دعوته ﴿ أن نعبد الأصنام ﴾ الأصنام: جمع صنم، وهو ما جُعل على صورة إنسان أو غيره يعبد من دون الله. والوثن: ما عبد من دون الله على أي شكل كان، وفي الحديث الشريف: (لا تجعل قبري وثناً يعبد). رواه مالك فالوثن أعم من الصنم. والمشركون كانوا أقسام، منهم من يعبد الأصنام، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار