باب فضل الجهاد
باب فضل الجهاد
تطريز رياض الصالحين
عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن أعرابيا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه؟ وفي رواية: يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية. وفي رواية: ويقاتل غضبا، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله». متفق عليه.
----------------
الحاصل: أن القتال يقع بسبب خمسة أشياء: طلب المغنم، وإظهار الشجاعة، والرياء، والحمية، والغضب. وكل منها يتناوله المدح والذم، فلهذا لم يحصل الجواب بالإثبات ولا بالنفي. وفي الحديث: أن الأعمال إنما تحتسب بالنية الصالحة. وفيه: ذم الحرص على الدنيا، وعلى القتال، لحض النفس في غير الطاعة. وفيه: أن الفضل الذي ورد في المجاهدين مختص بمن قاتل لإعلاء دين الله. قال ابن أبي جمرة: ذهب المحققون إلى أنه إذا كان الباعث الأول قصد إعلاء كلمة الله، لم يضره ما انضاف إليه.