باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان
باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة، طار عليه يبتغي القتل، أو الموت مظانه، أو رجل في غنيمة... في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خير». رواه مسلم.
----------------
«يطير»: أي يسرع. و «متنه»: ظهره. و «الهيعة»: الصوت للحرب. و «الفزعة»: نحوه. و «مظان الشيء»: المواضع التي يظن وجوده فيها. و «الغنيمة» بضم الغين: تصغير الغنم. و «الشعفة» بفتح الشين والعين: هي أعلى الجبل. فيه: فضيلة القتل أو الموت في سبيل الله، قال الله تعالى: {ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون} [آل عمران (157)]. وفيه: فضيلة اعتزال الناس عند وقوع الفتنة.