قول الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
قول الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قال تعالى ﴿ ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾
----------------
﴿ بعثنا ﴾ أرسلنا. ﴿ أمة ﴾ طائفة من الناس، وتطلق الأمة في القرآن على أربعة معان: 1. الطائفة: كما في هذه الآية. 2. الإمام: كقوله تعالى ﴿ إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله ﴾. 3. الملّة: ومنه قوله تعالى ﴿ إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾. 4. الزمن: ومنه قوله تعالى ﴿ وادكر بعد أمة ﴾. ﴿ رسولاً ﴾: هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، ورسول هنا نكره تعم جميع الرسل. ﴿ أن اعبدوا الله ﴾: أي تذللوا له بالعبادة. ﴿ اجتنبوا ﴾: أي ابتعدوا عنه. ﴿ الطاغوت ﴾: الطاغوت مشتق من الطغيان، وهو مجاوزة الحد، كما في قوله تعالى: ﴿ إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ﴾، أي تجاوز حده،. وأجمع ما قيل في تعريفه، ما قاله ابن القيم: وهو أن الطاغوت: (ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع).أ.ﻫ. ومراده رحمه الله أن من كان راضياً بذلك، أو يقال طاغوت باعتبار عابده وتابعه ومطيعه، لأنه تجاوز به حده، حيث نزّله فوق منزلته التي جعلها الله له. فالمتبوع مثل: الكهان، السحرة، علماء السوء. والمعبود مثل: الأصنام. والمطاع مثل: الأمراء الخارجين عن طاعة الله، فإذا اتخذوهم أرباباً يحل ما حرم الله من أجل تحليلهم له، ويحرم ما أحل الله من أجل تحريمهم له، فهؤلاء طواغيت.