فوائد من تفسير الشيخ صالح المغامسى
فوائد من تفسير الشيخ صالح المغامسى
المناسبة من ذكر نبي الله إبراهيم بعد نوح عليهما السلام وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ{14} بقيت لطيفةٌ عظيمة في المسألة كلها وهي: ما المناسبة ما بين ذكر خليل الله إبراهيم بعد أن ذكر نوح مع أن بينهما أنبياء كُثر؟! مثلاً شُعيب، لكن شُعيب أُخّر ذكرهُ - على القول أن شُعيباً بين إبراهيم ونوح - فلم يُذكر بعد نوحٍ إلا إبراهيم لأن الله جل وعلا قال:{ فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ {14} فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ } هذا في نوح، وقال وجلا وعلا في إبراهيم: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ} فلما ذكر الله جل وعلا أنه نجا نوحاً من الماء ذكر الله جل وعلا أنه بقدرته ورحمته نجا إبراهيم من النار، والماء والنار ضدان حاط الأول بنوح فأنجاه الله وأحاطت الثانية بإبراهيم فأنجاه الله ولا يقدر على هذا إلا رب العالمين جل جلاله فهذه المناسبة في ذكر إبراهيم بعد نوحٍ عليهما الصلاة والسلام السلام.